صيدلانية طموحة وشغوفة بعالم الصحة والعلاج. إلى جانب دراستها للصيدلة، تعمقت في الطب البديل، إيمانًا منها بأن التوازن بين العلاج الدوائي والطب الطبيعي يمكن أن يوفر حلولًا شاملة للصحة والعافية. تسعى دائمًا لتوسيع معرفتها من خلال دمج الأساليب الحديثة مع العلاجات التقليدية بهدف تقديم استشارات صحية متكاملة تساعد الأفراد على تحسين جودة حياتهم بأساليب آمنة وفعالة ..إنها الصيدلانية و المتخصصة في الطب البديل سالي البياتي نرحب بها في مجلة رواني
س/ سالي مشوارطويل من البحث والدراسة المهنية حدثينا عن خلفيتك العلمية ومسيرتك المهنية
ج / حصلت على درجة الماجستير في الصيدلة من جامعة فيينا بتقدير امتياز. خلال فترة دراستي، عملتُ في عدة صيدليات، بالإضافة إلى عملي في عيادة متخصصة في الأمراض الباطنية. بعد حصولي على الماجستير عملتُ مساعد أستاذ في مختبر كلية الصيدلة جامعة فيينا، ثم انتقلتُ للعمل في شركة أدوية سويسرية-أمريكية، حيث كنتُ مسؤولة عن فحص جودة الأدوية قبل خروجها من الشركة
س/ مالذي ألهمك للانتقال من الصيدلة التقليدية إلى الطب البديل ؟
ج / تخصص الصيدلة منحني أساسًا قويًا في الكيمياء الدوائية والعلوم الحياتية، مما ساعدني بشكل كبير في فهم تأثير الأعشاب الطبية على الجسم. كان هذا الاهتمام دافعًا لي لاختيار رسالة الماجستير حول جودة الأعشاب الطبية المستخدمة في الصيدليات مقارنة بتلك المتوفرة في الأسواق العادية.. بعد ذلك نما لدي شغف كبير بالطب البديل، مما دفعني إلى مواصلة دراستي في ألمانيا، حيث حصلت على دبلوم في الطب البديل. السبب الأساسي لهذا التوجه كان مشاهدتي لمعاناة العديد من المرضى الذين يعتمدون على الأدوية الكيميائية دون تحقيق تحسن ملموس. فالأدوية التقليدية غالبًا ما تعالج أعراض المرض وليس مسبباته إلى جانب آثارها الجانبية التي قد تؤدي بمرور الوقت إلى مشكلات صحية أخرى وصلت لهذه النتيجة من خلال عملي في عيادة متخصصة للأمراض الباطنية ومن خلال معالجة ومتابعة المرضى هناك ،هذا الإدراك شكل الحافز الأكبر لي للبحث والتخصص في الطب البديل، بهدف تقديم علاجات طبيعية أكثر شمولية تساعد الجسم على الشفاء الذاتي وتعزز الصحة بطريقة مستدامة
س / هل لديك تجارب دفعتك لاكتشاف وتبني الطب البديل؟
ج / نعم وأود الآن أن أشارك تجربتي الشخصية. في أحد الأيام، كنت أعاني من العُقد في الغدة الدرقية، وكحال معظم المرضى، تطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالة العُقد. بعد الجراحة، كنت مضطرة إلى تناول الأدوية الكيميائية، لكنني شعرت أنها قد تضرني على المدى الطويل. وبما أنني أمتلك معرفة ودراية بالأدوية، بدأت أبحث وأدرس البدائل الطبيعية التي يمكن أن تحل محل هذه العلاجات التقليدية.. قررت تجربة النهج الطبيعي على نفسي أولًا، فبدأت بتنظيف الأمعاء وإزالة السموم المتراكمة في جسمي وذلك باستخدام مستحضرات طبية طبيعية قمت بتحضيرها بنفسي وتناولها بانتظام. بفضل الله شُفيت تمامًا دون الحاجة إلى الاستمرار في الأدوية الكيميائية كانت هذه أول تجربة ناجحة لي في الطب البديل
س/ كيف ترين الاختلافات الجوهرية بين الصيدلة التقليدية والطب البديل؟..هل تعتقدين أن هناك مجالًا للتكامل بينهما لخدمة المرضى بشكل أفضل؟
ج / الفرق الجوهري بين الصيدلة التقليدية والطب البديل يكمن في أن الأدوية الكيميائية قد تسبب آثارًا جانبية عند تناولها.على سبيل المثال عند استخدام المضادات الحيوية، من الضروري أن يتناول المريض معها البكتيريا النافعة، لأن غيابها قد يؤدي إلى الإصابة بالفطريات والحساسية وهذا يوضح جانبًا من التكامل بين الطب التقليدي والبديل إضافةً إلى ذلك، من المهم جدًا دعم وظائف الكبد والأمعاء من خلال تناول المواد الطبيعية التي تعزز صحتهما. لذلك، نؤكد في أبحاثنا ودراساتنا على ضرورة استخدام المكملات الغذائية الجيدة البديلة لضمان الحفاظ على صحة الجسم وتقليل التأثيرات الجانبية للأدوية الكيميائية
س/ كيف تجدين رد فعل المرضى على العلاجات البديلة التي قدمتيها؟ ..ما هي الخطوات التي تتخذينها لتوعية المجتمع والمهنيين الصحيين بفوائد الطب البديل؟
ج/ حتى هذه اللحظة يملك معظم المرضى قناعة تامة بفعالية الطب البديل وذلك بناءً على التجارب التي أجريتها والتي أثمرت عن نتائج ناجحة ومُرضية فالطب البديل يعتمد على علاجات طبيعية تهدف إلى تحفيز قدرة الجسم على الشفاء الذاتي مما عزز الثقة المتبادلة بين المرضى والمعالجين في هذا المجال ولتعزيز الوعي بفوائد الطب البديل، هناك دراسات موثوقة تُبرز فعالية بعض العلاجات البديلة مع التأكيد على أهمية التكامل بينها وبين الطب التقليدي لضمان أفضل النتائج الصحية للمرضى
س/ هل تشاركين في أبحاث أو دراسات لتعزيز فعالية الطب البديل؟ وما هي أهم النتائج التي توصلتِ إليها حتى الان
ج/ نعم شاركت في بحث عن الاوميكا3 أو زيت السمك مع مختصين في الطب البديل والتي تساعد على علاج مشاكل الدورة الدموية والمرتبطة بأمراض القلب والان لي دراسة عن كبسولات اللبان المضادة لالتهابات المفاصل وعلاج الامعاء وهذه الأمراض منتشرة بشكل كبير بين الناس
س/ كيف تتعاملين مع الانتقادات أو الشكوك التي قد توجه إلى الطب البديل من بعض الأوساط الطبية؟
ج / أتعامل معها بروح إيجابية، وأحرص على توضيح فعاليته من خلال النتائج المرضية بعد العلاج المهم أن يمتلك كل شخص ثقة بالعلاج والطبيب المعالج، خاصة أن غالبية المراجعين هم ممن فقدوا الأمل في الشفاء بعد استخدام العلاجات الكيميائية التقليدية ..لاسيما أن معظم الأدوية الكيميائية في الأصل مشتقة من الأعشاب،لكن بعد تعرضها لعمليات الهدرجة والأكسدة بطرق كيميائية معقدة، تفقد الكثير من خصائصها الطبيعية. لذلك، نؤكد دائمًا على أهمية استخدام العلاجات الطبيعية بشكلها الأصلي، حيث نحاول في أبحاثنا إيجاد أفضل الطرق لتحقيق ذلك بما يخدم صحة المرضى
س / ماهي النصائح التي تقدميها للمجتمع بخصوص الطب الوقائي لتجنب الأمراض على المدى البعيد؟
ج/ فيما يتعلق بالطب الوقائي وتجنب الأمراض على المدى البعيد، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية كما يجب استخدام المكملات الغذائية ذات الجودة العالية لتعويض أي نقص في العناصر الغذائية.. من بين هذه المكملات، يُعتبر فيتامين د ضروريًا لصحة الجسم. فهو يعزز قوة العظام، يدعم الجهاز المناعي، ويساهم في تحسين الصحة النفسية. نقص فيتامين د قد يؤدي إلى مشاكل مثل هشاشة العظام، الاكتئاب، واضطرابات النوم. لذا، يُنصح بأخذه وخصوصا في وسط وشمال أوربا بسبب قلة الشمس و ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين، والحصول على قسط كافٍ من النوم أخيرًا، وأفضل نصيحة هو إجراء تنظيف سنوي الأمعاء للتخلص من السموم المتراكمة في الجسم

