إنطلاقة جديدة: من شاشة الإعلام السياسي إلى توثيق إبداعات المرأة العربية في النمسا

مع صدور العدد الأول من مجلة المرأة العربية في النمسا، أجد نفسي أقف على أعتاب تجربة جديدة، مختلفة في الشكل، لكنها عميقة في المضمون. بعد سنوات من العمل في الإعلام التلفزيوني وبرامج السياسة، حيث كنت ألاحق الأخبار العاجلة وأحلل الأحداث المتسارعة، قررت أن أوجه قلمي نحو قضية أكثر قربًا إلى القلب والعقل هي تسليط الضوء على نشاطات المرأة العربية في النمسا وإبداعاتها في أوروبا

ليس سهلًا الانتقال من زخم السياسة إلى عوالم الإبداع والثقافة، لكنني وجدت في هذا التحول فرصة لرؤية الأمور من زاوية أخرى، زاوية ترصد نجاحات المرأة العربية المغتربة، التي صنعت لنفسها مساحات للتألق في مجالات متعددة، من الفن إلى الأدب، ومن ريادة الأعمال إلى العمل المجتمعي

مجلة المرأة العربية في النمسا ليست مجرد منصة إعلامية، بل هي مرآة تعكس قصص النساء اللواتي نجحن في تحويل الغربة إلى فرصة، وتمكنَّ من تحقيق إنجازات تستحق أن تُروى وتُحتفى بها. نريد لهذه المجلة أن تكون صوتًا لكل امرأة عربية وجدت في أوروبا فضاءً جديدًا للإبداع، ورابطًا يعزز التفاعل والتواصل بين الأجيال المختلفة من النساء العربيات في المهجر

اليوم، وأنا أضع بين أيديكم العدد الأول من هذه المجلة، أشعر أنني أخطو خطوة جديدة في رحلتي الإعلامية الطويلة ، لكنها هذه المرة أكثر اتساعًا وحرية كلي أمل ان تكون مليئة بالألهام والأبداع . تعكس واقع المرأة العربية في النمسا وأوروبا بصدق وعمق. مجلة لا تسعى فقط لنقل الأخبار والمعلومات، بل لخلق حوار حقيقي، لإلهام كل امرأة تقرأها، ولتكون مرآة تعكس واقعنا وتحدياتنا وآمالنا.. نعدكم بأن تكون صفحاتنا مليئة بالقصص التي تستحق أن تُروى، والتجارب التي تلهم، والنجاحات التي نفتخر بها جميعًا

وأن تكون صوتًا صادقًا، منصة للإبداع، ورفيقة لكل امرأة تبحث عن التميز والتطور. هذا العدد الأول هو البداية فقط، والطريق أمامنا مليء بالأفكار والطموحات، لكن الأهم أننا نسير معًا، نحو إعلام نسائي أكثر تأثيرًا وإلهامًا

لكل امرأة تقرأ هذه الكلمات.. هذه مجلتك، صوتك، ومساحتك.. فلتكن شريكتنا في هذا المشوار