شخصية سياسية نمساوية من أصل فلسطيني لها دور محوري في الحياة السياسية والاجتماعية في النمسا، عضوة في الحزب الديمقراطي الاجتماعي النمساوي ومحامية مستقلة وكانت ايضا عضوًا في البرلمان والمجلس البلدي لمدينة فيينا وبين 2012 و2016 ..مثلت صوتًا قويًا في البرلمان وساهمت في تعزيز قيم العدالة والمساواة من خلال مسيرتها المهنية كمحامية واهتمامها بالعمل العام، أصبحت نموذجًا للمرأة العربية في المهجر، التي تجمع بين النجاح المهني والمشاركة الفاعلة في صنع القرار..هي السيدة منى توزدار ..نود التعرف على رحلتها الشخصية والمهنية، والتحديات التي واجهتها، ودورها في تعزيز الحوار بين الثقافات وخدمة المجتمع. ..
كيف كانت طفولتكِ كفلسطينية الأصل في النمسا؟ وكيف أثرت هذه الخلفية على طموحاتك المهنية؟
ج/ انا ولدت في فيينا عاصمة النمسا من أب وأم فلسطنين مسلميين وبالرغم من تربيتي في المجتمع النمساوي لكن كان دائما عندي الثقافة العربية الفلسطنية وأهلي عدهم الشيئ المهم في حياتهم ليس فقط الثقافة وانما العلم وهدفهم في الحياة إن الشخص حتى لو كان يعيش في بلد أجنبي المهم يدرس ويتعلم في حياته و هذا ماقوى تربيتي في العائلة وحتى لو كان عندي صعوبات في اللغة كنت احظى بالتدريس الخاص من قبل مدرسيين خصوصيين لتقوية لغتي وفي الاخر كنت ناجحة في المدارس بحيث حصلت على الامتياز في البكلوريا وهذا النجاح كله يعود الى اهلي ومتابعتهم وتشجيعيهم لي وباستمرار ..لانهم كانوا يقولون نحن كفلسطنين لايوجد لدينا بلد وانما يوجد لدينا الشئ الوحيد هو العلم للوصول الى المستقبل الذي نطمح له ..
ما الذي دفعكِ إلى اختيار مجال القانون؟ وهل كنتِ ترين فيه وسيلة لتحقيق العدالة أو الدفاع عن قضايا معينة؟
ج/ أهلي رغبوا أن اكون محامية لانه عندما كنت طفلة كانوا يشعروا انني احب العدالة وادافع عن الاطفال الذين لم يلقوا المعاملة الحسنة ويتعرضون للضرب كنت دائما ادافع عنهم وكانوا يقولون من عمري خمس سنوات منى محاميتنا ولما تطلع محامية هي التي سوف تدافع عن القضية الفلسطنية زرعوا عندي هذا الهدف منذ ان كنت طفلة.. ولما خلصت التوجهي فورا سجلت بمعهد القانون وأنهيت الجامعة بدون ان اسال نفسي لماذا درست انا القانون..؟ كأنني ولدت ان اكون محامية وادرس القانون
كيف ساعدتكِ خبرتكِ القانونية في دخول عالم السياسة؟
ج /الحقيقة هو ليس القانون الذي حفزني ان ادخل عالم السياسة ..منذ ان كان عمري اربع عشرة سنة اندمجت الى الشبيبة الاشتراكية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وبما انني تربيت في عائلة عربية في النمسا كانت ذات الاهتمام الكبير للاخبار العربية على مدى اربع وعشرين ساعة يوميا مع النقاش المستمر وسط العائلة عن مجريات الاحداث في الساحة العربية السياسة..وهذا حفزني أن اندمج الى منظمة أوحزب وبالفعل انظممت الى الشبية في البداية وليس الى الحزب وانا اتذكر في عام 1993 للاول مرة في التاريخ قوى حزب اليمين المتطرف وكانت هناك تظاهرة وتعتبراكبر تظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية في النمسا شارك فيها اكثر من 300 الف شخص ضد هذا الاتجاه العنصري وقد كنت احدى المشاركات في هذه التظاهرة وبعدها انتسبت الى الشبية وانا بعمر جدا صغير قبل إنهائي المدرسة ودراستي الجامعة حيث استلمت مناصب في الشبيبة و تسلمت مهام االسكرتيرة الدولية وسافرت الى جنوب افريقيا وامريكيا اللاتنية لكي التقي مع الرفاق في الشبيبة الاشتراكية في الدول الثانية والاجتماع معهم للتداول حول مايجري من احداث وهكذا بدأت حياتي السياسية وانا بعمر 19 سنة
ما الذي ألهمكِ للانتقال من العمل القانوني إلى السياسة؟
ج/ انا دائما كنت سياسية وفي نفس الوقت محامية لم انتقل و المفروض من المحامي الناجح ان يفهم القوانين وكيف يطبقها ويكون لديه الخبرة الواسعة حتى يكون سياسي لان السياسي يجب ان يفهم المجتمع وقواننه وماهو المطلوب من الاشخاص لتطبيق هذه القوانين لكي تسود العدالة في المجتمع الناجح وهذا الشيئ ليس تناقض وانما العكس مكمل لمسيرة السياسة ..ولذلك لايوجد فصل بين السياسة والقانون
كيف كان شعوركِ عند انتخابكِ كعضو برلمان في النمسا؟
ج/ انا كنت عضو في البرلمان وايضا وزيرة في الحكومة النمساوية ..من 2012 الى 2016 عضو في مجلس برلمان فينا ..ومن 2016 الى 2018 سكرتيرة دولة لرئيس الوزراء كرستيان كيان وسكرتير دولة في النمسا يكون بمثابة وزير..ومن 2018 الى 2019 كنت عضو في البرلمان النمساوي ..رجعت الى البرلمان النمساوي في سنة 2023 و2024
كونكِ وزيرة سابقة كما ذكرت ، ما أبرز التحديات التي واجهتكِ خلال تولي المنصب؟
ج / كنت او عربية مسلمة في الحكومة النمساوية وبهذا اكون انا اول شخص مسلم في التاريخ النمساوي يتسلم مهام عضو برلمان ووزير ولذلك تعرضت الى المشاكل العنصرية فقد كان هناك رفض من الشعب النمساوي لي كنت اسمع دائما يقولون لانريد مسلمين في حكومتنا.. المشاكل العنصرية لاحقتني كثيرا وفي نفس الوقت صارت لدي خبرة وتجربة مهمة جدا ان اكون وزيرة وأمثل الشعب النمساوي
كيف استطعتي ان تتجاوزين هذه المشاكل العنصرية التي ذكرتيها ؟
ج/ انا شاهدت اننا نعيش الان في مجتمع يسمح للغير بالاعتراض على معتقدات الاخرين وسبهم وانكار ما يعتنقون به فلذلك عملت شبكة اجتماعية ضد الكراهية بقوانين تحمي المواطنين من التهديدات التي يتعرضون لها بسبب معتقداتهم
ما نصيحتكِ للشباب والشابات العرب في الشتات ممن يحلمون بالنجاح في المجالات القانونية أو السياسية؟
ج / يجب على الشباب تقدير المجتمع الذي يعيشون به بالرغم من وجود احزاب عنصرية .. وافكار عنصرية ويعتبرون حالهم جزء من هذا المجتمع..انا في الاخر انا فلسطينية ونمساوية في نفس الوقت وانا لااعتبر ان هناك تناقض في الثقافات ..لايوجد ثقافة جائت من لاشيئ..كل ثقافة لها تاريخها وتطورها ..وهم بالتالي مختلطين تاريخيا مع بعض والثقافة الاوربية لها جذور من الثقافة العربية والاسلامية ..انا لااعتبر ان هناك تناقض وانما اعتبر ان كل ثقافة هي غنى له .. الانسان يتطور عندما يتكلم لغات لانه كل لغة تفتح له ابواب جديدة للمستقبل
كيف ترين دور الجاليات العربية في أوروبا في التأثير على صنع القرار السياسي؟
ج / هناك عدة جاليات عربية موجودة في النمسا وليس جالية وحدة وعدة منظمات عربية لاتستطيع ان تتكلم.وانا لاحظت بعد كورونا قلوا هذه المنظمات وليس لهم أي تأثير على صنع القرار السياسي في النمسا لكن المنظمات الدينية هي التي تؤثر على الدور السياسي في النمسا وليس الجاليات العربية ..موجودةهناك الكثير من النوادي العربية والمنضمات لكن للاسف لايوجد تعاون مشترك بينهم .